لقد بدء الغرس الشحمي الذاتي منذ العام 2000، ليصبح الملء الشحمي أو الابتناء الشحمي اليوم علاجا موثوقا وضروريا، والمبدأ في ذلك بسيط، إنه يرتكز على أخذ الشحوم من منطقة ما أو أكثر من الجسم تكون مفرطة الشحم، وإعادة حقنها في منطقة أخرى من الجسم، ويتم أخذه باستخدام تقنية المص الشحمي (الدهني) من البطن أو الوركين أو الفخذين أو باطن الركبيتن ليعاد حقنه بعد أن يتم "غسله" أو بعد تثفيل ناعم له، كل ذلك لفصل الخلايا السليمة القابلة للحياة أو لاستبعاد الخلايا غير الصالحة للاستخدام.
في حالات الجراحة الوجهية لإعادة الشباب يمثّل الملء الشحمي للوجه أداة ضرورية ورائعة تسمح بإعادة الشباب لتقاطيع الوجه والجلد عندما لا يكون الترهل الجلدي "زيادة كمية الجلد" كبيرا. إن هذه المداخلة تعيد نمذجة (قولبة) الوجه عندما يبدو نحيلا جدا، وبوجه خاص عندما تبدو عليه علامات التقدم بالعمر، كما يمكن استخدام هذا الإجراء أيضا في ملء الوجه والرقبة وفي ملء الجبهة لتحسين تقاطيعهم. إن أكثر المناطق التي تتم معالجتها بالملء الشحمي هي تفاحتا الوجه (الخدان) والصدغان وحول العينين ومنطقة الشفتين، ويمكن استخدام هذه التقنية عند المرضى الذين لا يرغبون بحمض الهيالورونيك أو الفيللر.
يمكننا باستخدام هذه التقنية أيضا أن نجري معالجات لتجديد شباب العنق والوجه ولتكبير الثديين، وأن نجري ملئا شحميا للإليتين أو للربلتين أو لمناطق الصدر، كما يمكن أن تقتصر معالجات شدّ وتضييق المهبل عند النساء وتكبير حجم القضيب عند الرجال على إعادة الحقن الشحمي فقط، إضافة إلى استخدام هذه التقنية غالبا في الجراحة الترميمية (إعادة الإصلاح)، ليس بعد الإصابة بالسرطان فحسب بل في كل أنواع الجروح والقرحات أيضا سيما في حالات إعادة بناء الثديين بعد السرطان، وفي معالجة الجروح المزمنة والقرحات من منشأ سكري أو وعائي.
يوصى بوقف مضادات التخثر والاسبيرين لمدة خمسة عشر يوما قبل إجراء الجراحة.
يجري حقن الشحم تحت التخدير الموضعي أو العام أو الموضعي المرفق بتركين عبر الوريد، ويتطلب الاستشفاء نهارا واحدا (تجرى هذه العملية عموما في قسم الاستشفاء الخارجي )، وقد يتطلب ليلة واحدة أيضا إذا رافقه في نفس زمن العمل الجراحي رفع للوجه أو لقاعدته أو إذا تم إجراء رفع للجسم أو الإليتين في نفس زمن إجراء الملء الشحمي.
لكل جراح تقنيته الخاصة، غير أن مبدأ المداخلة هو نفسه عند الجميع، يتم تعليم وترسيم كل المناطق مفرطة الشحم التي تم اختيارها، والمناطق التي يتوجب إعادة الحقن فيها. إن القنية المستخدمة دقيقة وعالية جدا. وأنا أختار الترشيح المستمر للعينات (BODYJET وأكياس الجمع أيضا PURGRFT،CYTORI)، حيث يفقد الشحم حوالي 30% منه، ويجري حقنه مع اتجاه الجلد على دفعات بشكل مباشر في النسج. وكقاعدة عامة فإن الشحم والنسيج سيعيشان زمنا طويلا، وسيشيخان معا أيضا. لقد تحسنت جودة إعادة الحقن الشحمي نتيجة الخبرة والتطور التكنولوجي المتسارع.
يستمر وجود البقع الزرقاء مع وذمة خفيفة ليومين أو ثلاثة أيام، ثم تختفي جميعها خلال الأيام الخمسة عشر التالية للعمل الجراحي. ويجب تجنب التعرض لأشعة الشمس ما أمكن لمدة تتراوح من أسبوعين لثلاثة أسابيع. ويجب أيضا أن تأكلي بشكل طبيعي، فلا مكان لأية حمية بعد الملء الشحمي.
كما هو الحال في كل عمل جراحي، تكون الاختلاطات واردة الحدوث دوما، لكنها نادرة للغاية (أورام دموية، بقع زرقاء كبيرة، إنتان). والإشكال الأكثر شيوعا يتمثل في فرط التصحيح عند حقن كمية مفرطة (زائدة) من الشحوم، أو نقص التصحيح إذا كان الامتصاص الشحمي أكثر قليلا مما هو متوقع. ويجب الانتباه جيدا للتغذية، كما قد نحتاج والحالة هذه لجلسة ملئ شحمي ثانية بعد ستة إلى اثني عشر شهرا.
بعد يومين، ستكون الأماكن الرخوة والمترهلة قد امتلأت، ويصبح الجلد أكثر جمالا. إنه علاج حقيقي ضد تقدم العمر. وقد يتم إجراء حقنات متممة بعد ستة إلى اثني عشر أسبوعا عند الحاجة لذلك فقط. وتتمثل ميزة هذه التقنية في أنها طبيعية (لا مواد مصنعة) وصديقة للبيئة، كما أنها تحسن مظهر الجلد وبنيته النسيجية.
Voir la galerie photo Avant/Après
هل ترغب في استشارة الدكتورة بيرجيريه- جالي؟ اتصل بنا هنا